-السلام عليكم دكتورة نورا حياكم الله في موقعنا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
-دكتورة نورا هل ممكن ان تعرفينا بنفسك
اسمي نورا حاتم الطرابلسي ، عمري ٣٣ سنة ، تخرجت من جامعة الملك عبدالعزيز كلية الطب سنة ٢٠٠٥، وقضيت سنة ونصف كمعيدة في قسم الجراحة في جامعة الملك عبدالعزيز، وبعدها خلال هذه السنة والنصف قدمت على كندا لأجل الانضمام إلى برنامج الجراحة العامة هناك. سنة ٢٠٠٨ بدأت البرنامج وقضيت ست سنوات في البرنامج لأنني عملت ماجسيتر لمدة سنة ونصف في منتصف البرنامج. والحمدلله تخرجت في سنة ٢٠١٤ وسأبدأ في برنامج جراحة الأورام في جامعتي مكجيل.
-في اعتقادك الشخصي، ماهو العامل الرئيسي الذي أدى إلى قبولك في البرنامج بعد توفيق الله؟
أحب أن ألفت نظرك أن القبول على تلك الأيام لم يكن بهذه التنافسية، في وجهة نظري ماكان مميزا في سيرتي الذاتية أنني شاركت في حملة كبيرة للتوعية بسرطان الثدي في جدة سنة ٢٠٠٧، وقت عملي الاكلنيكي في الجامعة. أيضا من العوامل المهمة أنني علمت منذ البداية أن مفصل الطريق هو المقابلة الشخصية والأداء فيها. تدربت كثيرا عليها لكي أتغلب على التوتر الذي قد يطغى على شخصيتك.
-دكتورة نورا انت عضوة في لجنة القبول للجراحة العامة لعدة سنوات، في نظرك ماهي العوامل الرئيسية التي تهم لجنة القبول؟
دائما أقول لمن يسألني أن السيرة الذاتية هي تذكرتك لتحصيل المقابلة ، وأداؤك في المقابلة هو تذكرتك للقبول ، بالنسبة للسيرة الذاتية، اعتقد أنه من المهم إعطاؤها الجهد والوقت الكافي لكي تكون مكتوبة بطريقة مهنية سليمة من الأخطاء اللغوية، كذلك البيان الشخصي personal statement ورسائل التزكية، بالنسبة للمقابلة الشخصية يجب أخذها بجدية والتدرب على إتقانها، فهي التي تقف بينك وبين القبول إن شاء الله
-سؤال آخر يدور حول نفس الموضوع، ماهي الأخطاء الشائعة التي ترين أنها قد تقف في طريق القبول؟
من الأشياء التي تجعلنا نتجنب اختيار المرشح التقديم على أكثر من برنامج في نفس الوقت، نستطيع أن نعرف ذلك لأنه يأتينا ذلك مع ملف المرشح، التقديم على أكثر من برنامج يعطي انطباعا أننا لسنا الخيار الأول للمرشح أو أنه يريد أن يدخل إلى الجراحة العامة ثم يحول إلى تخصص آخر مما يجعلنا نتجنب دعوته للمقابلة
شيء آخر هو رسائل التزكية Recommendation letters ، كثير من الرسائل التي تصلنا غير شخصية، بمعنى أنها مكتوبة بطريقة واضح أنها لم تكتب لهذا المرشح بالذات، بعض الأطباء لديه قوالب جاهزة يكتب فيها الرسائل فتكون جميع الرسائل متشابهة
-لكن أحيانا كثيرة ما تكون هذه طريقة الاستشاري في كتابة الرسائل ولا يكون للمرشح حيلة
حتى لو كان الوضع هكذا، في اعتقادي أنه وخصوصا في هذا الوقت يجب على المرشح أن يحاول قدر الإمكان فيذهب إلى الاستشاري ويحدثه ويشرح له موقفه ويطلب منه رسالة شخصية حيث أن أثرها كبير جدا
-هل هناك أخطاء أخرى؟
المبالغة في الرسالة الشخصية، حيث أنه تتم المبالغة في الجانب الشخصي اكتر من الجانب المهني، يهمني ان ارى لماذا اخترت هذا التخصص ويكون عندك اهداف وخطة واضحة ولماذا اعتقد ان قدومي هنا سيساعدني في الوصل الى اهدافي
من الأمور التي تساعد كثيرا أيضا المعدل العالي عند التخرج من الكلية وكذلك درجة اختبار المعادلة الكندية لذلك أنصح ببذل الجهد لتحصيل أعلى الدرجات
في المقابلة: طبعا هناك مقابلة العشاء. عدم تصرف المرشح على طبيعته تعتبر علامة خطر بالنسبة لنا لأنك ستعمل معنا لمدة خمس سنوات ونريد ان نعرف شخصيتك لانه هذه التي ستتعامل بها في هذه السنوات فإذا لم تكن على طبيعتك نسأل بعضنا لماذا لم يظهر بطبيعته؟ هل هناك شيء يخفيه؟ باختصار كونك على طبيعتك يجنب الشعور بعدم الراحة الذي قد ينتج من تبني شخصية هي ليست شخصيتك ، فمثلا المبالغة في فعل الأمور فالشخص كثير السكوت أو الذي يحاول أن يظهر نفسه بشكل واضح مبالغ فيه، هؤلاء غالبا لا يتصرفون على طبيعتهم وأيضا الثقة الزائدة بالنفس،
أيضا التوتر الشديد خلال المقابلة الشخصية، أعلم أن الوضع صعب جدا ومصيري، لكن في نفس الوقت نحن نبحث عن مرشح تكون لديه شخصية قوية تكفي لتحمل هذه المواقف
وأخيرا مم يحضرني هو إعطاء الأجوبة بصورة آلية كمن يسمع شيئا حفظه، لابد أن تتدرب على أن تجاوب على أسئلتك لكن احذر من أن تظهر الردود بهذه الصورة. هناك شعرة بين الحفظ والترديد وبين التلقائية في الجواب
-دكتورة نورا، قد يقف البعض عند مفترق طرق، هل أعمل لأحصل خبرة اكلينكية أم أسلك سبيلا أكثر أكاديمية وأدرس درجة ماجستير أو بحث علمي؟
أعتقد أن لكل واحد منهما ميزة، الماجستير خارج السعودية يعطيك فرصة للتعرف على الوسط العملي هناك وكذلك يعطيك نضجا في الشخصية وكفاءات لم تكن عندك سابقا، في نفس الوقتالخبرة الاكلينيكية تعطيك ثقة في النفس ونضج في التعامل مع الناس، لا أستطيع أن أقول أن هناك واحدة أهم من الأخرى، لا أحد يقول على سبيل المثال هذا المرشح عنده خبرة سنتين فهو أفضل من غيره، لاتسير الأمور هكذا، في الحقيقة زيادة الخبرة لفترة طويلة قد يؤدي إلى نتيجة سلبية في القبول، على الأقل في الجراحة العامة لأننا نعتقد أن المرشح ذو الخبرة الطويلة سيبدأ في السنة الأولى وقد يكون من هم أعلى منه في السنوات أقل خبرة منه مما قد يؤدي إلى عدم ارتياح جميع الأطراف في التعامل. لكن مرة أخرى لا توجد قاعدة واحدة أعتقد أن الأفضل هو إيجاد توازن بين هذه الأمور
-ماذا عمن يأتي لأداء الماجستير أو تدريب اكلنيكيي لمدة شهر مثلا، ماذا تنصحيه؟
في التدريب الاكلنيكي، يهمنا شخصية الذي نعمل معه، وجودك لمدة شهر كامل ولساعات طويلة في المستشفى حتما سيظهر شخصيتك، الوضع ليس مثل المقابلة الشخصية حيث يمكن أن لا تتضح جميع معالم الشخصية في عشر دقائق، لا يهمنا أن المرشح أخطأ في اليوم الفلاني في الموقف الفلاني في حالة التدريب الاختياري. يهمنا كيف هي شخصيته وهل نستطيع العمل معه بأريحية
أما الماجستير والبحث العلمي فالوضع هنا مختلف قليلا، لأننا لا نعمل معك مثل التدريب الاختياري فنحن نسأل الناس الذين يعملون معك في البحث كيف علاقتك معهم؟ هل تتم عملك بشكل جيد؟ هل أنت متواجد دائما ومحافظ على مواعيدك وهكذا، وطبعا نسأل مشرفك الدراسي في هذه الحالة ، أحب أنوه أيضا أن عدم تقدم المرشح في مشروعه ليس علامة حمراء دائما فقد تكون ظروف المشروع خارجة عن إرادته، مرة أخرى نحن ننظر إلى كل حالة بحسبها.
-كونك طبيبة سعودية وربة أسرة في نفس الوقت، كيف تصفين تجربتك من الانتقال إلى وسط بلدك إلى الوسط هنا مع اختلاف الثقافة والغربة؟
كان التأقلم صعبا جدا في البداية حيث أني أتيت وكان لدي ولد في تلك الفترة، من أكثر الأمور التي ساعدتني بعد الله هي دعم زوجي لؤي لي. شجعني على القدوم في كندا وعلى إكمال المشوار
في السنة الأولى قررت ثلاثة مرات أن أرجع إلى البلد ، وكل مرة كان والداي يأتيان ويشجعاني على إكمال المشوار ويقولان لي إنها مرحلة مؤقتة من حياتك فاصبري وضعي كل ما عندك من مجهود وستتم الأمور إلى خير
فدعم الاهل والاصدقاء اهم عامل للنجاح من وجهة نظري الشخصية
لم آت إلى هنا إلا ولدي دعم من والدي وزوجي وهذا من أهم الأمور التي ساعدتني
كنت أحاول دائما أن أكون علي طبيعتي في البرنامج مما سهل لي الأمور وسهل التواصل مع الناس وإنشاء علاقات جيدة مع الجميع
-هل هناك كلمة اخيرة تحبين توجيهها لزملائك الأطباء
اعتقد أن القبول يزداد صعوبة مع الأيام وهو الآن في أشد مراحل الصعوبة ، عملية القبول يمكن ان لا تكون دقيقة دائما ، كون الشخص لم يقبل لا يعني بالضرورة كونه مرشحا غير جيد سمعت عن الكثر ممن لم يقبل هنا ولكن عندما ذهب إلى جامعة أخرى سواء هنا أو في دولة أخرى حققوا نجاحات كبيرة. مشكلة طريقة الاختيار أنها تحاول بقدر الإمكان اختيار المرشح الأمثل لكن نفس العملية غير كاملة فلا تكون دقيقة دوما
دائما اقول الطبيب المقيم الجيد جيد في اي مكان، عوامل النجاح موجودة لديك أينما ذهبت لأنها موجودة في داخلك وليس في داخل البرنامج وهذا سر النجاح فالسفر الى كندا هو عامل مساعد فقط
-شكرا دكتورة نورا
شكرا لكم
No responses yet